عن رسول الله (صلع) أنه قال: بنيت الصلوة على أربعة أسهم، سهم منها إسباغ الوضوء، وسهم منها الركوع، وسهم منها السجود، وسهم منها الخشوع، فقيل: يا رسول الله، وما الخشوع؟ قال: التواضع في الصلوة، وأن يقبل العبد بقلبه كله على ربه، فإذا هو أتم ركوعها وسجودها وأتم سهامها المذكورة صعدت إلى السماء لها نور يتلالا، وفتحت أبواب السماء لها، وتقول: حافظت على حفظك الله، وتقول الملائكة: صلى الله على صاحب هذه الصلوة، وإذا لم يتم سهامها صعدت ولها ظلمة، وغلقت أبواب السماء دونها، وتقول: ضيعتني ضيعك الله، ويضرب بها وجهه. وعن على بن الحسين صلوات الله عليه أنه صلى فسقط رداؤه عن منكبيه، فتركه حتى فرغ من صلوته، فقال له بعض أصحابه: يابن رسول الله، سقط رداؤك عن منكبيك فتركته ومضيت في صلوتك، وقد نهيتنا عن مثل هذا؟ قال له: ويحك أتدرى بين يدى من كنت؟! شغلنى والله ذاك عن هذا، أتعلم أنه لا يقبل من صلوة العبد إلا ما أقبل عليه، فقال له: يابن رسول الله (صلع)، قد هلكنا إذا، قال: كلا إن الله يتم ذلك بالنوافل. وعنه (ع) أنه كان إذا توضأ للصلوة وأخذ في الدخول فيها، اصفر وجهه وتغير لونه، فقيل له مرة في ذلك؟ فقال: إنى أريد الوقوف بين يدى ملك عظيم. وعن أبى جعفر وأبى عبد الله صلوات الله عليه أنهما قالا: إنما للعبد من صلوته ما أقبل عليه منها، فإذا أوهمها كلها لفت فضرب بها وجهه. وعن جعفر بن محمد صلوات الله عليه أنه قال: إذا أحرمت في الصلوة فأقبل عليها، فإنك إذا أقبلت أقبل الله عليك، وإذا أعرضت أعرض الله عنك، فربما لم يرفع من الصلوة إلا النصف أو الثلث أو الربع أو السدس، على قدر إقبال المصلى على صلوته، ولا يعطى الله القلب الغافل شيئا. وعن أبى جعفر وأبى عبد الله صلوات الله عليهما، أنهما كانا إذا قاما في الصلوة تغيرت ألوانهما مرة حمرة ومرة صفرة، كأنما يناجيان شيئا يريانه. وعن على صلوات الله عليه أنه كان إذا دخل الصلوة كان كأنه بناء ثابت أو عمود قائم لا يتحرك، وكان ربما ركع أو سجد فيقع الطير عليه ، ولم يطق أحد أن يحكى صلوة رسول الله (صلع) إلا على بن أبى طالب وعلى بن الحسين عليهما السلام. وعن جعفر بن محمد صلوات الله عليه أنه سئل عن الرجل يقوم في الصلوة: هل يراوح بين رجليه أو يقدم رجلا أو يؤخر أخرى من غير علة؟ قا: لا بأس بذلك ما لم يتفاحش. وقال: إن رسول الله (صلع) نهى أن يفرق المصلى بين قدميه في الصلوة، وقال: إن ذلك فعل اليهود، ولكن أكثر ما يكون ذلك نحو الشبر، فما دونه، وكلما جمعهما فهو أفضل إلا أن تكون به علة. وعنه صلوات الله عليه أنه قال: إذا كنت قائما في الصلوة فلا تضع يدك اليمنى على اليسرى ولا اليسرى على اليمنى، فإن ذلك تكفير أهل الكتاب، ولكن أرسلهما إرسالا، فإنه أحرى ألا تشغل نفسك عن الصلوة. وعن جعفر بن محمد صلوات الله عليه وآله عن أبيه عن جابر (بن عبد الله الانصاري) (رض) أن رسول الله (صلع) قال لى: كيف تقرأ إذا قمت في الصلوة، قال: قلت: الحمد لله رب العالمين، قال: قل : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين. وعن جعفر بن محمد صلوات الله عليه أنه قال: إذا قمت إلى الصلوة فقل: بسم الله وبالله ومن الله وإلى الله وكما شاء الله ولا قوة إلا بالله، اللهم اجعلني من زوارك وعمار مساجدك، وافتح لى باب رحمتك وأغلق عنى باب معصيتك، الحمد لله الذى جعلني ممن يناجيه، اللهم أقبل على بوجهك، جل ثناؤك. ثم افتح الصلوة. وعن على صلوات الله عليه أنه قال: من سره أن يكتال بالمكيال الاوفى فليقل إذا انصرف من صلوته: سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. وعن على صلوات الله عليه أنه قال: من صلى الفجر وجلس في مجلسه، فقرأ قل هو الله أحد عشر مرات قبل أن تطلع الشمس لم يتبعه ذلك اليوم ذنب ولو حرص الشيطان. وعنه صلوات الله عليه وآله أنه قال: قال لى رسول الله (صلع): يا على. اقرأ في دبر كل صلوة آية الكرسي، فإنه لا يحافظ عليها إلا نبى أو صديق أو شهيد. وعن أبى عبد الله (ع) أنه قال: من سبح تسبيح فاطمة (ع م) قبل أن يثنى رجله من صلوة الفريضة غفر له. وتسبيح فاطمة (ع م) فيما رويناه عن على صلوات الله عليه أنه قال: أهدى بعض ملوك الاعاجم إلى رسول الله (صلع) رقيقا، فقلت لفاطمة: استخدمي من رسول الله خادما، فأتته. فسألته ذلك، وذكر الحديث بطوله اختصرناه نحن هاهنا. فقال لها رسول الله (صلع): يا فاطمة، أعطيك ما هو خير من ذلك. تكبرين الله بعد كل صلوة ثلثا وثلثين تكبيرة، وتحمدين الله ثلثا وثلثين تحميدة، وتسبحين الله ثلثا وثلثين تسبيحة، ثم تختمين ذلك بلا إله إلا الله، فذلك خير من الدنيا وما فيها، ومن الذى أردت، فلزمت صلوات الله عليها هذا التسبيح بعقب كل صلوة، ونسب إليها، وهو أن تقول بعد كل صلوة: الله أكبر والحمد لله وسبحان الله، ثلثا وثلثين مرة، ثم تقول: لا إله إلا الله مرة واحدة، فذلك لقائله مائة حسنة، والحسنة عشر أمثالها عند الله، فيكتب له بعد كل صلوة ألف حسنة ويكتسب . في كل يوم خمسة آلاف، وعن على صلوات الله عليه أنه كان يقول: كان رسول الله (صلع) يقول: ما من أحد من أمتى قضى الصلوة ثم مسح وجهه (1) بيده اليمنى ثم قال: اللهم لك الحمد، لا إله إلا أنت، عالم الغيب والشهادة، اللهم أذهب عنى الحزن والهم والفتن ما ظهر منها وما بطن، وقال: ما من أحد من أمتى فعل ذلك إلا أعطاه الله ما سأل. وروينا عن الائمة صلوات الله عليهم أنهم أمروا بالتقرب بعد كل صلوة فريضة، إذا سلم المصلى بسط يديه ورفع باطنهما، ثم قال: اللهم إنى أتقرب إليك بمحمد رسولك ونبيك وبوصيه على وليك وبالائمة من ولده الطاهرين ثم يقول: اللهم إنى أتقرب إليك بهم وأتولاهم وأبرا إليك من أعدائهم وأشهد اللهم بحقائق الاخلاص وصدق اليقين أنهم خلفاؤك في أرضك وحججك على خلقك والوسائل إليك وأبواب رحمتك، اللهم احشرني معهم ولا تخرجني من جملة أوليائهم وثبتنى على عهدهم، اللهم اجعلني بهم عندك وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين، اللهم ثبت اليقين في قلبى وزدنى هدى ونورا، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وأعطني من جزيل ما أعطيت عبادك المؤمنين ما آمن به من عقابك وأستوجب به رضاك ورحمتك، واهدنى إلى ما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدى من تشاء إلى صراط مستقيم، وأسألك يا رب في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وأسألك أن تقيني عذاب النار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق