رعاف القلم
الأحد، 16 فبراير 2014
السبت، 8 فبراير 2014
الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013
الخميس، 3 أكتوبر 2013
حرب بدر الجنوب
حرب عظيمة حصلت في عامي 1337-1338 هجرية كانت قوية وحاسمة في تاريخ يام وقحطان ,فقد شهد بدر الجنوب أشرس المعارك التي سجلها التاريخ حيث اجتمع الآلاف من قبيلة قحطان التي خانت العهد والحلف واتفقت بعد أن استشير الملك عبدا لعزيز ابن سعود في الهجوم على مركز الدعوة الفاطمية في مدينة بدر الجنوب .لم تكن تلك الغزوة مثل غيرها من الغزوات والتي كانت بعض قبائل يام أو قحطان تقوم بها طمعا في الكسب والغنائم وغيرها بل كانت هذه المعركة مدبره ومخطط لها في الخفاء حيث تم استخدام قحطان وقبائلها للتنفيذ في حرب طائفية بغيظه على قوم يؤمنون بالله ورسوله.!في تلك الفترة من السنين كانت الدول الغربية قد حشدت جنودها ومخططاتها للقضاء على بقايا السلطة العثمانية وجهزت كل من يكون معها بأنواع السلاح والعتاد الذي لم يكن متوفرا إلا لديهم دون غيرهم وبعد أن استطاع الملك عبدا لعزيز في شوال عام 1319 هجري الاستيلاء على الرياض بدا التفكير في إنشاء الهجر و ضم القبائل والقرى له واستطاع بقوة السلاح والعقل ودهاء من ساعده في تنفيذ مراده ومرادهم, وكان جيش الإخوان هو إحدى الوسائل لتلك الأهداف أمر عبدا لعزيز بدو قحطان بإنشاء هجر لها في نجد خلال الفترة من عام 1331 هجري إلى 1335 هجري مثل هجرة الحصاة والهياثم وفي الجنوب أمر محمد ابن جعفر ابن عبود من آل مسعود من آل جمل الجحادر بإنشاء هجرة في تثليث عام 1333هجري وهو نفس العام الذي حدثت فيه معركة كنزان المشهورة في الإحساء في 15 شعبان والذي كان معه ناصر ابن عمر ابن قرملة ومعيض ابن جعفر ابن عبود حيث تم قتل الكثير من قحطان في تلك المعركةفي تلك الفترة وتحت أوامر الملك ومكيدة الداهية محمد ابن دليم أبو لعثه شيخ مشائخ قحطان (آل شريف ,عبيدة, بني بشر, رفيدة, سنحان)والذي كان والده المتوفي عام 1321 هجري تابعا للسلطة التركية العثمانية ويتقاضى راتب وقدره 25 ليرة عثمانية , وكان محمد متزوج أخت حسين ابن هيف شيخ قبيلة رفيدة والذي قتل أبيه مع العثمانيين في بلاد غامد . تم التخطيط لغزو نجران وبدر كمحاولة لإخضاع أهلها وكانت فرصة إلى قبيلة قحطان وتحت مظلة الدين ودعم ابن سعود الانتقام من قبيلة يام بسبب إحداث ومعارك سابقة كان غالبا الانتصار ليام فيها.! حيث قاد محمد ابن جعفر ابن عبود في بدايه عام 1338 هجري غزو بدر ومعه ناكث العهد والمواثيق شعوان بن مشبب شيخ آل خميسه وعقيد آل سعد والجحادر و فهاد بن محمد ابن جافل و حامل الراية عايض ابن مذكر ابن عايض ابن جافل وبجيش قوامه أكثر من ألفين فارس ومعهم سلاح قد تم إمدادهم به وقد كانت نقطة انطلاقته من وادي القصب حيث اجتمعت قبائل قحطان من كل حدب وصوب وانتشر الخبر في بلاد قحطان حتى وصل إلى بلاد آل حيان قحطان المحاذين والمجاورين لبدر وكان عندهم مشبب ابن ظبية من آل دغيش يام في ضيافة محمد ابن فيصل من آل حيان قحطان حيث سمع بخبر تلك الاستعدادات فما كان منه إلا الذهاب إلى بدر وإخبار ربعه بقدوم القوم.!لم يكن في حسبان أهل بدر أن هذه الحرب مخطط لها وان الجيش القادم اكبر من عددهم و مدعم بالعتاد والسلاح الانجليزي ,حيث عندما أتاهم النذير وكان بعض الحضور من آل محمد ابن عاصي من آل عمر وال شله وال حمير من آل فهاد وكذلك من المسرعة عنقان ومنصور وصالح وعلي بن عصبان ومن الحسين بن عيسى قد تشاوروا فيما بينهم واتفقوا على الشهادة في سبيل دينهم وبلادهم دون حتى طلب الفزعات من قبائل يام في حبونا ونجران.كان الفارس الشهم سعود ابن مهدي مقداما في المعارك وقد سجل التاريخ صلابته واندفاعه يوم الخميس أول أيام المعركة في مواجهة الأعداء وكذلك صقر ابن حذه صاحب العزاوي " زبن الغروس الدارجات ابن حذه" الذي استبسل في تلك المعركة وقتل الكثير حول بئر عزيزة وكذلك الفارس ابن صنقور من آل دغيش الذي كانت الخيل تهابه من كثرة الدماء التي اسالها والشجاع محمد ابن راحة وكذلك الشيخ محمد ابن هايض ابن هدشان الذي ذبح القائد ابن جافل لم يكن مع أهل بدر إلا الله سبحانه وتعالى وقد قتل الكثير من الأعداء في هذه الحرب ومنهم حامل الراية عايض ابن مذكر ابن عايض ابن جافل وكذلك الأمير فهاد بن محمد ابن جافل حيث أمر الملك عبدالعزيز لاحقا أن يكون مانع ابن محمد ابن جافل خلفا لأخيه على إمارة قبائل آل سليمان من الحرقان قحطان .!وللتاريخ كان الهدف من هذه المعركة هو تدمير بدر وقتل أهلها الذي ليس لهم ذنب إلا إيمانهم بدينهم وفكر الفاطميين آل البيت عليهم السلام وقد كان الداعي الفاطمي هو علي ابن محسن شبام وكانت فترته بعد انتقال الداعي علي ابن هبة المكرمي عام 1331 هجري وانتهت بعد وفاته في العاشر من رجب من عام 1355 هجري في المنصورة بنجران ، وكانت أيام دعوته ثلاثة وعشرون سنة وعشر أشهروفي هذه المعركة قام الخونة الغزاة وبعد فشلهم أمثال ابن عبود وشعوان يوم السبت ثالث أيام المعركة بالقسم بالله وبكتابه الكريم على ان يكون بينهم وبين أهل بدر عهد وميثاق ,وكعادة المؤمنين عندما ترفع المصاحف ويكون القسم بالله وملائكته لزم الجميع التصديق بالموقف وعدم النكث به ولكن حصل غير ذلك فقد كانت الخيانة من الأعداء وتم قتل الرجال من ظهورهم عندما حضروا ووضعوا سلاحهم على الأرض وسالت دماء الأحرار في موقف أشبه بعهود اليهود ومواثيقهم .!حاول الأعداء بعد ذلك الوصول إلى درب الداعي لقتله ولكن لم يكن في حسبانهم أن الله مع المؤمنين فقد تصدى لهم الشجعان وتم طعن الغزاة عند باب الدرب ولا ينسى التاريخ موقف الشجاع منصور بن عبدا لله ابن احمد ألمكرمي الذي قتل منهم وهو مكون ثلاثين فارسا لوحده وقد قيل :" يابيض غني لمنصور بن عبدالله برك على ركبته وفا الثلاثيني"وكذلك أيضا العمى ابن زينان الذي أمده الله بنوره واستطاع أن يقتل بعض هؤلاء الغزاة,حدث ماحدث وتم انتقال الداعي بعد نجاته إلى نجران وكان يدور في حساب الأعداء أن نجران هو الهدف القادم وسجل التاريخ أن بعض يام قام وكردة فعل لما حصل بالذهاب إلى مكان انطلاقه الجيش في القصب وكان ذلك في رمضان في نفس السنة وتم حصار وادي القصب والقتال فيه ولكن كانت قبائل قحطان جميعها قد استعدت واستخدمت السلاح والعتاد الذي تم إمدادها به من قبل أعوان الملك عبدالعزيز واظهروا مقاومة ولم يحمدوا الله ويشكروه على نجاتهم من هذه المعركة بل بعد أشهر قليلة أراد الله أن تكون نهاية أجسادهم وكل من شارك في معركة بدر أو في القصب من قحطان ومن كان معهم, على ارض نجران الطاهرة وفي معركة المدينة المشهورة التي راح ضحيتها الآلاف من المعتدين الغاشمين الجهلة بالدين والعهد والمواثيق...